هذه القصة حدثت في الكويت وكانت على لسان كوافيرة أو مصففة الشعر
صاحبة صالون تجميل روتها وهي متأثرة أيما تأثر,وقد سمعتها إحدى الأخوات وهزت وجدانها من
الأعماق وفتحت لها في قلبها أفاقأ جديدة ورحبة نحو عالم السمو الروحي والماورائيات .
اذ قالت بصوت حزين وهي ترتجف تستحضر الأحداث من البداية : في أحد الأيام أتت
لها عروسأ لتضع لها المكياج وتزينها في ليلة عرسها ,
وقد أنتقت الفتاة هذا الصالون لسمعته الطيبة وبراعة (الكوافيرة) في تزيين العرائس وعندما
أوشكت (الكوافيرة) على الإنتهاء من رسم مكياجها أرتفع أذان المغرب ,فقالت العروس :
سوف أذهب لأصلي..أرجوك أزيلي المساحيق عن وجهي لأتوضأ ,ردت عليها (الكوافيرة)
بغضب وكيف أفعل ذلك وأنا بذلت كل هذا الجهد , العروس ترد بأصرار :أرجوك
دعيني أصلي , سأضاعف لك الأجر, غضبت (الكوافيرة) وأدارت ظهرها دون أي تعليق
بينما اتجهت العروس إلى الحمام لتغسل وجهها وتوضأت لتصلي بقت(الكوافيرة) واقفة
تنتطر,متبرمة متأففة,الوقت يطول والعروس لازالت في الداخل, أقلقها الأمر, أطلت عليها
وجدتها ساجدة لكن سجدتها قد طالت , وسكونها غريب.. شكت في الأمر , أقتربت منها
لتهزها وإذا بها ميته.. العروس ماتت وهي ساجدة!!
شهقت (الكوافيرة) اذهلتها المفاجأة ثم صدرت منها صرخة هستيرية أنها ميتة ..ميتة!!فضج
الصالون بالبكاء والنحيب.
أثرت هذه الحادثة( با لكوافيرة) فقد تابت إلى الله وتحجبت وألتزمت بصلاتها في أوقاتها
وأتخذت طريق الإيمان والتدين نهجأ لها في الحياة.
أخواتي أخواني الأعزاء يكفي أن أقول أن المنايا تسبق أحلامنا وأمالنا, فلنكن دائما مستعدين
لهذه الرحلة مزودين بالأعمال الخيرة والنوايا الحسنة كي نواجه المصير بصبر وحكمة .
فالموت مارد مخيف يخطف العروس من خدرها والرضيع من حجر أمه والرجل من أهله.
فأتقو الله في أعمالكم وأفعالكم ولتكن أعمالكم كلها لله العزيز الرحيم
تحياتي للجميع
دلع الرووح